الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة مشاهير من الترجي: هذه أسباب "ثورة المكشخة محليّا"

نشر في  16 أفريل 2014  (12:33)

في أعراف كرة القدم وتقاليدها ونواميسها -ان كان لها منطق- فان الترجي الرياضي ضمن التتويج بلقب البطولة الوطنية المحترفة لكرة القدم للمرة السادسة والعشرون على امتداد تاريخه اثر منافسة كانت بالأساس مع النادي الصفاقسي، ولم يتبقّ حسابيا لزملاء معز بن شريفية غير ضمان انتصار واحد فيما تبقى من المواجهات الأربع المتبقية من السباق المشتعل في أسفل الترتيب على وجه الخصوص..بما أن الريادة اختارت وجهتها في انتظار ما تبقى من اجراءات شكلية.
وبهذا الانجداز المؤجل سيستعيد الترجي مركزه الطبيعي في السنوات الفارطة بعد احتجاب ظرفي خلال الموسم الفارط..وها أن الأقدام الترجية تسارع الخطى نحو "البوديوم" لطيّ الملف سريعا قبل الالتفات الى استحقاقات قارية حارقة بحثا عن لقب أمجد كؤوس القارة اثر غياب يصل الى عامه الثالث.
الترجي ولئن لم يرتق الى أعلى درجات الاطراب والانتشاء الكرويين في منظور المختصّين في اللعبة، الا أنه تمكّن من شق طريقه بثبات وهو الذي خاض مؤخرا سلسلة ايجابية الى حد بعيد عجزت عنها أكبر أندية العالم بتفادي الهزيمة في مستهل العام الحالي، وهذه من النقاط التي يسّرت هروب القافلة الحمراء والصفراء عن بقية الملاحقين.
الترجي وعلاوة عما سبق ذكره فانه أجاد استغلال المسار المرتبك لمنافسيه واستثمر الأمر جيدا
ولم يضع الكثير من الوقت لبسط هيمنته المحلية، وهذا ما تعدّدت في شانه القراءات والتحاليل التي رأت كل منها وفق منظور صاحبها سببا جعل شيخ الأندية يصنع الفارق عن البقيّة وفي طريق مفتوحة نحو استعادة ريادة غابت عنه لزمن قصير.. وفي هذه المساحة نصغي تباعا الى تحاليل ورؤى بعض الوجوه التي تقمّصت الأحمر والأصفر وساهمت في نجاحات سابقة وهم تباعا رضا عكاشة ومراد المالكي وعبد المجيد بن مراد وتوفيق الهيشؤري الذين اتّفقوا على أهمية الاستقرار الاداري فيما تنوّعت قراءاتهم للمستوى الفني لزملاء أسامة الدراجي:

رضا عكاشة: ثقافة الانتصارات والتتويجات
قال المدافع الدولي السابق للترجي رضا عكاشة ان الفريق يجني ثمار الاستقرار الاداري بالأساس وهو ما خلّف عدة عوامل ترسّخ للنجاح الكروي وجني الألقاب.
عكاشة قال انه باختلاف الأجيال والمدربين فان طابع الترجي ظل هو نفسه باكتساب ثقافة الانتصارات وتقليد التتويجات وهذا ما جعل فريق باب سويقة يصنع الفارق حسب رأيه عن بقية المنافسين الذين باتوا في صراع حقيقي مكشوف مع المسائل المالية أساسيا، ولهذا خلص عكاشة الى الاستنتاج بان قوة التنظيم الاداري وتوفر السيولة المادية هما من جعلا الترجي يصمد ويظل بطلا في مشهد كروي بات ينذر بالكثير من الخطر وفق تحليله الشخصي.

مراد المالكي: لا دخل لكرول في الانجاز
من جهتاه اعتبر اللاعب الدولي السابق مراد المالكي أن ما جعل الترجي "يهرب" عن البقية هو الاستقرار الاداري ووجود الأموال الكافية لمجابهة الالتزامات المتعددة وهذا ما عجزت عنه الفرق الأخرى التي ظلت تتخبط في مشاكل كبيرة لا تقوى على المنافسة من أجل الألقاب.
ونصّ المالكي في تحليله ل"هروب" الترجي على أهمية الجانب الاداري مشيرا الى أن الفرق الستة المتراهنة على الألقاب في تونس متقاربة الى حدّ بعيد فنيا والدليل وفق تحليله أن الترجي لم يستفد بشكل كبير من قدوم الهولندي رود كرول اذ قال بالحرف الواحد في هذا السياق: "بصراحة ما ريتش كرول عمل حاجة كبيرة كرويّا في الترجي".
عبد المجيد بن مراد: تماسك يسّر الهروب
في تحليله، راى اللاعب الدولي السابق عبد المجيد بن مراد ان الفريق متماسك ككلّ وخصوصا من الجانب الاداري وهذا ما وفّر الأرضية الملائمة لاستعادة الريادة المحلية بعد غياب بسنة عن المنصة، وعلى عكس المالكي فان بن مراد رأى ان كرول أضاف للفريق ببعض "التروشيك" فنيّا جعل المجموعة متماسكة وصلبة وتسنّى لها تخطّي جميع المنافسين تقريبا نحو اللقب.

توفيق الهيشري: الترجي يجني ثمار 20 سنة
من وجهة نظره الخاصة، أكد المدافع الدولي السابق توفيق الهيشري أن الترجي سيتوّج بسبب ما امتلكه من تقاليد تصنع الاستقرار الفني والانتصارات المؤدية الى الألقاب.
وقال الهيشري ان الترجي اكتسب هذا الاستقرار الاداري منذ عشرين سنة تقريبا وهو ما خوّل له الاستحواذ على جانب كبير من الألقب حتى في حال وقوع بعض التردّي فنيا مع بعض اللاعبين أو المدربين وذلك بفضل صلابة الهيئة المديرة والاستقرار الحاصل.
وختم الهيشري بالتأكيد أن الترجي استطاع صنع الفارق عن البقيّة بفضل الخبرة التي يمتلكها حتى في المشاركات القارية ..مشيرا الى أن المجموعة الحالية بدأت تتحرّر كرويا من انكماش طالها لعدة سنوات بفضل ما اعتبره الهيشري لمسات للهولندي رود كرول الذي قال عنه انه قادر على اضافة الكثير فنيّا للترجي.


طارق العصادي